مقال الأمراض السيكوسوماتية من وجهة نظر تحليلية
مقال الأمراض السيكوسوماتية من وجهة نظر تحليلية
العناصر
- مفهوم الاضطرابات السيكوسوماتية.
- المدرسة البارسية للسيكوسوماتيك لبيار مارتي ( Pierre Marty ).
- تصنيف الاضطرابات السيكوسوماتية (Psychosomatic)
- تشخيص الاضطرابات السيكوسوماتية.
1- قائمة كورتل لتشخيص الاضطرابات السيكوسوماتية.
2- اختبار رسم الزمن في السيكوسوماتيك.
- الخاتمة.
- المراجع.
المقدمة
تعددت و تنوعت المدارس التي تدرس الاضطرابات السيكوسوماتية من حيث أسبابها و كيفية حدوثها من بيولوجية، سلوكية معرفية وتحليلية...الخ، حيث تعتبر هذه الأخيرة منشأ مفهوم الاضطرابات السيكوسوماتية خاصة المدرسة الباريسية لـ "بيار مارتي".
مفهوم الاضطرابات السيكوسوماتية
تعرف الاضطرابات السيكوسوماتية على أنها الاستجابة الجسمية لاختلال الجهاز النفسي الناتج عن الضغوط الانفعالية المستمرة كالقلق
والتي تأخذ شكل اضطرابات جسمية، ومن بين الأمراض السيكوسوماتية المتعارف عليها: ضغط الدم، مرض السكر، أمراض القلب
السرطان، القولون العصبي، الجلطة الدماغية، صعوبات التنفس.
المدرسة البارسية للسيكوسوماتيك لبيار مارتي (Pierre Marty)
تعتبرالمدرسة البارسية من أكثـر المـدارس حداثـة، وهـي تنطلـق من أسـس التحليـل النفسـي لتعـارض ثنائيـة (الجسـم والـروح) لـ"سيغموند فرويد"، والتـي ثبـت عقـم نتائجهـا فهي تركــز علــى دراســة الوظــائف العقليــة علــى اعتبــار أن المــرض يشــير إلــى وجــود ضعف في التنظـيم العقلي للفــرد وأن لــيس هنــاك عضــو مختــل بــل الخلــل يكمــن فــي الجهاز العقلي و الذي يبرز مـن خـلال تـدهور القيمـة الوظيفيـة للاشـعور– ما قبل الشـعور –الشعور/الأنا- الهو- الأنا الأعلى، توصل إليها"بيار مارتي" ومساعديه "موزان"و"دافيد فان" بعد إجراء العديد من الأعمال والبحوث الميدانية على المصابين جسديا وقد لخصت في كتابهم الخاص بالفحص السيكوسوماتي سنة 1963(Psychosomatic investigation) ،الذي ظم طريقة التوظيف العقلي للمصابين جسديا، وقدم تعريف لسنة 1946 وأصبح علم مستقل بذاته له موضوعه ومنهاجه، ويمكن شرحها بشكل مبسط من خلال النقاط التالية:
- تعتبر المدرسة الباريسية للسيكوسوماتيك التي أسسها "بيار مارتي" من المدارس الأكثر حداثة في البحث حول الأمراض الجسدية وطرق التكفل النفسي الملائم لها،وتعتمد في ذلك على مبادئ التحليل النفسي.
- النظرية السيكوسوماتية ترتكز على مبادئ و مفاهيم أساسية لتفسير مختلف الظواهر التي تدرسها.
- تنطلق من مبدأ أساسي هو "التوحيد" المتمثل في "الاهتمام بالوحدة الجوهرية للإنسان والتسلسل التدريجي لجميع الوظائف التي تساهم في تنظيمه".
- فالنظرية السيكوسوماتية تعطي تفسيرا جديدا للمرض العضوي بعيدا عن التفسير الطبي،الذي يرجع المرض إلى عوامل بيولوجية بحتة ويتغاضى عن نفسية الفرد ومدى مساهمتها في ظهور المرض ومقاومته.
- تعتمد هذه النظرية على دراسة الإنسان في حالته الصحية و المرضية عبر مختلف مراحل تطوره.
- "فبيار مارتي" لا ينظر للمرض وإنما ينظر للشخص المريض لتفسير المرض بالرجوع للاقتصاد السيكوسوماتي ،مركزا في ذلك على طبيعة العقلنة للشخص المصاب.
- كما اهتمت بدراسة السير العقلي بغرض فهم سياق التجسيد،وفي هذا الصدد يرى "بيار مارتي" أن الاختلال الجسدي يظهر عندما يختل توظيف التنظيم العقلي ففي هذا الإطار فان الجهاز العقلي المختل في سيره قد يكون المتسبب في اختلال أو مرض الجهاز العضوي الذي يظهر من خلال تدهور القيمة الوظيفية للموقعية الفرويدية الأولى والموقعية الفرويدية الثانية.
- إذا كان التحليل النفسي لفرويد قد جاء لوضع نظرية حول العصابات فان نظرية بيار مارتي قد جاءت لفهم وتفسير المرض الجسدي.
- انطلاقا من هذا المنظور توصل "بيار مارتي" إلى تصنيف جديد مكمل للتصنيف التحليلي الكلاسيكي (عصاب- ذهان)، واصفا فيه وحدات عياديــــة جديدة تتميز كلها بعدم انتظــــــام التوظيف، تظم العصابات جيدة التعقلن،غير مؤكدة التعقلن،العصابات سيئة التعقلن (مع عصاب السلوك) لتكون هذه الأخيرة عرضة للتجسيد.
- تهتم بالفرد في كليته ووحدته دون الفصل بين النفس والجسد فهما في تفاعل مستمر ينتج عنه نسق دينامي واحد لا يمكن فهم إحدى مكوناته دون الرجوع إلى المنطق الذي يسوق النسق الذي ينتمي إليه بالإضافة إلى الجانب الخيالي، هذا لا يعني أنهم يتميزون بتوظيف عقلي موحد بل بتوظيف يختلف من مصاب لآخر.
- يؤكد "بيار مارتي" انه مهما كانت درجة الإصابة الجسدية فانه يتعذر فهمها وبالتالي علاجها إن لم نرجع للاقتصاد السيكوسوماتي العام للفرد.
- المفهوم الاقتصادي الذي عرضه "فرويد" في "ما فوق اللذة" سنة 1920، فان الإفراط في الإثارة قد يؤدي إلى الحالة الصدمية لدى الفرد إذا تم التجاوز والتغلب على وسائله الدفاعية النفسية، فالإثارات الناجمة عن الغرائز والنزوات التي تحدث أثناء الظروف والأحداث المختلفة يجب أن تفرغ أو تصرف.
- يركز في ذلك على مفهوم العقلنة الذي يميز عمل الجهاز العقلي والذي يختلف من فرد لآخر وعند نفس الفرد خلال فترات حياته.
- يتلخص مفهوم العقلنة في ان معالجة الاثارات – سواء داخلية او خارجية – تختلف من شخص لآخر، فهناك من يعالجها عن طريق جهازه العقلي محولا إياها إلى طاقة نفسية فتنبثق بذلك أعراض عقلية طبيعية، إذا لم يتحقق ذلك فهناك من يرغمون على استعمال أساليب أخرى لمعالجة هذه الاستثارات تتمثل في الطبع و/أو السلوك، وان تعذر ذلك سينتج عنه اختلال التنظيم الجسدي يكون مخالف للمبدأ التطوري يمس الوظائف الأكثر تطورا (كالتوظيفات العقلية) ،ثم يتسع فيما بعد إلى الوظائف الأقل تطورا (كالتجسيد).
- بمعنى العقلنة هو المفهوم الذي يميز العمل الذي يقوم به الجهاز النفسي بصفة دائمة ليسمح بتفريغ الاثارات عن طريق الإرصان،وهي متغيرة حسب الأفراد و متغيرة عند نفس الفرد خلال فترات حياته.
- فالعقلنة تعالج كمية ونوعية التصورات النفسية وكذا ديناميتها،فهي تصف قدرة الجهاز النفسي على ربط الإثارة النزوية عبر الأنظمة وشبكة التصورات وتداعي الأفكار المتعددة و التفكير المشحون بالعواطف.
- حسب "بيار مارتي" فان التصورات تمثل قاعدة الحياة العقلية لكل شخص مكونة هوامــات في النهار و عناصر الحلم في الليل،كما تسمح هذه التصورات بتداعيات الأفكار،الفكر،التأمل الداخلي كما تستعمل كذلك في علاقاتنا المباشرة وغير المباشرة مع الآخرين.
- اهتم كذلك بالتصورات التي هي عبارة عن استحضار للادراكات الأولية التي ترسخت والتي تركت أثارا.
- إن تسجيل هذه الادراكات واسترجاعها لاحقا غالبا ما يكون مصحوبا بصبغة وجدانية مريحة او غير مريحة ومكان هذه التصورات والروابط فيما بينها يكون على مستوى ما قبل الشعور.
فالعقلنة تاخذ بعين الاعتبار نوعية و كمية التصورات من حيث:
الكمية: حيث تكون كمية التصورات في علاقة مع تراكم الطبقات التصورية خلال مختلف مراحل نمو الفرد.
النوعية: تتعلق بنوعية التصورات قبل- الشعورية التي تكمن في آن واحد في قابلية استحضار هذه التصورات و إمكانية الربط بين مختلف التصورات أثناء استحضارها مع تصورات أخرى من نفس الفترة أو من فترات مختلفة،مما يعطي في المحصلة تداعيات جد غنية.
الكمية: حيث تكون كمية التصورات في علاقة مع تراكم الطبقات التصورية خلال مختلف مراحل نمو الفرد.
النوعية: تتعلق بنوعية التصورات قبل- الشعورية التي تكمن في آن واحد في قابلية استحضار هذه التصورات و إمكانية الربط بين مختلف التصورات أثناء استحضارها مع تصورات أخرى من نفس الفترة أو من فترات مختلفة،مما يعطي في المحصلة تداعيات جد غنية.
- أكدت النظرية السيكوسوماتية على الخصوصيات الفردية للتكوين التطوري و التنظيم الاقتصادي الذي هو نتاج العوامل الوراثية و تاريخ الفرد و المحيط الذي يعيش فيه.
- المرض حسب " بيار مارتي" قد تكون له قيمة ايجابية في بعض الحالات ليمثل مستوى لإعادة التنظيم.
- توصل "بيار مارتي" وأتباعه إلى أن نوعية التوظيف العقلي لها علاقة وطيدة مع إمكانيات التصدي الجسدي للأمراض.
تصنيف الاضطرابات السيكوسوماتية (Psychosomatic)
يتم الاعتماد على التصنيف الذي وضعه "فيصل محمد خير الزراد" حيث قام بحصر جميع الاضطربات الواردة في خمسة عشر مرجعا مختصا في مجال هذه الاضطرابات والطب السيكوسوماتي، وأيضا تصنيف "بيار مارتي" أو ما يعرف بتصنيف المدرسـة الباريـسيـة والذي يعمل به منذ 1978،حيث يعتمد هذا التصنيف على الترميز وقدم هذا التـصنيف بعد دراسة قام بها "بيار مارتي" على (323) مريضا يعانون من اضطرابات سيكوسوماتية ويتصف هذا التصنيف بالشمولية والتفصيل والتفكير الدينامي الذي يأخذ بعـين الاعتبـار تطورات الفرد وماضيه وقدراته على التكيف وحالته المرضية، وهي كالتالي:
- اضطرابات الجهاز الهضمي، اضطرابات الجهاز التنفسي، الاضطرابات الجلدية، اضطرابات الجهاز العضلي، اضطرابات الإخراج، الاضطرابات الجنسية، اضطرابات الجهاز العصبي، اضطرابات جهاز القلب والدوران، اضطرابات الغدد والهرمونات، اضطرابات سيكوسوماتية أخرى.
تشخيص الاضطرابات السيكوسوماتية
لتشخيص الاضطرابات السيكوسوماتية، يتم استخدام اختبارات ومقاييس نفسية متعددة من بداية العملية النفسية، ونذكر منها:
1- قائمـــة كورنـــل لتشـــخيص الاضـــطرابات السيكوســـوماتية
أعدت من طرف الأطباء النفسانيين "وايدر"، "وولاف" و "آرثر"اقرا ايضااضطراب الكرب التالي للصدمة (PTSD)
:تحتوي على 101 سؤال ومقسمة إلى
- سؤال تمهيدي (01).
- أسئلة حول عدم التوافق ومشاعر الخوف (02- 19).
- أسئلة حول الاستجابات الباثولوجية الخاصة بالاكتئاب (20- 26).
- أسئلة حول الاستجابات العصبية والقلق (27-33).
- أسئلة حول الأعراض السيكوسوماتية (34-38).
- أسئلة حول استجابات الذعر الباثولوجية (39-46).
- أسئلة حول الأعراض السيكوسوماتية الأخرى (47-61).
- أسئلة حول الوهن وتوهم المرض (62-68).
- أسئلة حول الأعراض السيكوسوماتية الخاصة بالمعدة والأمعاء (69-79).
- أسئلة حول الشك والحساسية المفرطة (80-85).
- أسئلة حول الأعراض السيكوباتية (86-101).
حيث تتوفر نسخة مصفرة من القائمة، تحتوي على (82) سؤال، مكيفة على البيئة العربية من إعداد "محمود الزيادي".
2- اختبار رسم الزمن في السيكوسوماتيك
ترجع فكـرة رسـم الـزمن إلـى "اليزابيـت موسـون" وتري أن رسم المفحوص الذي يعكس الزمن ،هو رسم يستطيع إعطاءنا أفكــار توجيهيــة مــن الدرجــة الأولــى للفحــص الســيكاتري،ويــتم تحليلــه وفــق تحليــل الاختبــــارات المرســـومة واختبـار القريـة خاصـة، ويتطلب اســـــتخدام هــــذا الاختبـــــار تعـــــرف الفاحص على مبادئ الاقتصاد السيكوسوماتي.
الخاتمة
الأمراض السيكوسوماتية أو ما تعرف أيضا بالأمراض النفس-جسدية، أمراض ناتجة عن خلل في توازن الجهاز النفسي ولمعالجته يرسل للعقل تنبيهات لعضو معين من أعضاء الجسم حسب نوعية الخلل النفسي وتؤدي إلى إمراضه إذا لم يتم أخذ الحيطة، ولتجنبها لابد من الابتعاد عن كل مسبب للقلق والضغوطات النفسية مثلا الابتعاد عن العلاقات السامة في حياتنا.
المراجع
الكتب
1- بيار، مارتي. جان بنجمان، ستورا.(1991). مبادئ البسيكوسوماتيك وتصنيفاته. ميلة-الجزائر:دار الهدى مؤسسة الرسالة الأولى.
2- فيصل محمد خير، الزراد.(1994).الأمــراض النفســية- الجســدية. بيروت: دار النفــائس.
3- محمد محمود، بن يونس. (2008).الأسس الفزيولوجية للسلوك.عمان: دار الشروق.
دراسات و مجلات جامعية:
4- انتصار، صحراوي. ( / ).أجرأة مفهوم العقلنة في النظرية السيكوسوماتية. جامعة عبد الرحان ميرة.بجاية.
5- نصرالدين، زيدي.(1998). الأمراض السيكوسـوماتية لـدى الأسـتاذ الجامعي.عـروض الأيام الوطنية الثالثة لعلم النفس وعلوم التربية 27-26-25 ماي 1998.الجزء الأول.منشورات جامعة الجزائر.
المواقع الإلكترونية:
6- www.almdjlis-orginpview-aspid=164
7- Jacquesboulanger.com/la pensée de Pierre.
8- Martyhttps://www.youtube.com/watch?v=JZ9EbqREbUQ2.
تعليقات
إرسال تعليق